حتى رواد الفضاء يأتون إلى تبليتسه لينعمون بالعلاج المتطور
خلال شهر مارس الماضي كانوا يمارسون عملهم على ارتفاع يصل إلى حوالي 400 كلم فوق سطح الأرض. وبعدما أقاموا 165 يوما في الفضاء، وصل أعضاء البعثة رقم 38 إلى تبليتسه للتمتع بالعلاج الطبيعي التأهيلي. لقد خضع رائدي الفضاء أوليغ كوتوف، الطبيب وقائد محطة الفضاء الدولية، وسيرغي ريازانسكي، الطبيب ومهندس الرحلة، إلى علاج تأهيلي لمدة ثلاثة أسابيع في مصحات تبليتسه.
رائد الفضاء سيرغي ريازانسكي أفاد خلال مؤتمر صحفي انعقد بتاريخ 28/4/2014 في مصح القيصر بتبليتسه “أن قضاء نصف عام في بيئة خالية من الجاذبية يشكّل عبئا لا يمكن تصوره بالنسبة للجسم. الكالسيوم يختفي تقريبا من العظام، ويصبح نظام الدعم هشّا، كما تتأثر العضلات بكل ذلك”. وأضاف أنه” يجب على رائد الفضاء أن يخضع لعملية إعادة تأهيل يكون طولها مماثلا للفترة التي قضاها في الفضاء”. وبالإضافة لرائدي الفضاء، شارك في اللقاء مع وسائل الإعلام أيضا طبيبهما ومدرّبهما من مركز الطب الفضائي في موسكو، وهو الشخص المسئول عن صحة رواد الفضاء وعن تنظيم مشروع تأهيلهم صحيا بعد عودتهم. وتخضع مسألة اختيار المؤسسات العلاجية الملائمة لأكثر المعايير صرامة، إضافة للمطالب غير المشروطة في ما يخص تأمين جودة العلاج. لم ينجح في هذا الإختبار إلا أربعة مرافق صحية للعلاج الطبيعي من كافة أنحاء أوروبا، بينهم تبليتسه التي تحظى بتقدير عالي وتتمتع بحرفية وتخصص في ما يخص الجهاز الحركي.
يصف قائد الرحلة الفضائية والرائد المحترف أوليغ كوتوف مشاعره فيقول: “البعثة الفضائية بأكملها هي تجربة كبيرة. وإذا اجتزنا الفحص الطبي الجديد سنسعى للمشاركة مجددا في بعثة أخرى”. وفي رد على سؤال من أحد الحاضرين حول رأيهما بالمشاركة في رحلة من دون عودة إلى كوكب المريخ، أجاب ريازانسكي: ” أطبائنا المتخصصون في علم النفس يقولون أن الإنسان العادي لا يمكن أن يفعل شيئا مماثلا، وأنا أوافقهم الرأي تماما”.
واحدة من الواجبات اللطيفة التي يفترض برائد الفضاء أن يقوم بها داخل محطة الفضاء، هي التقاط الصور. ويفيد ريازانسكي خلال حديثه عن بعض الصور الخاصة التي ستبقى معروضة في بهو الاستقبال التابع لمصح القيصر، أن “الأرض هي كوكب الغيوم. وحيث تنجلي تلك الغيوم يمكن أن يتوفر أجمل مشهد على الصحراء مثلا، أو على الجزر المرجانية. في تلك اللحظة نحلم عادة بقضاء عطلتنا المقبلة في تلك الأماكن”. القائد كوتوف علّق مبتسما على صورة لزميله داخل المقصورة مع فاكهة طائرة بسبب انعدام الجاذبية: “هنا يبدو سيرغي مسرورا لأن سفينة المواد الغذائية وصلت للتو”.
كوتوف وريازانسكي أثنيا معا على العلاج المثالي وكذلك على جمال المدينة. وقد تنزها على الدراجة الهوائية في أرجاء تبليتسه وضواحيها